فى ليلةٍ حالكة الظلام....
و الناس كلها نيام....
فى وسط السكون الذى عمَّ أرجاء المنطقة....
وقفت فى شرفتى أنظر للسماء و كأنها صافية، و النجوم فيها متلألئة، و القمر كالبدر منير....ياله من مشهد رائع تطيب له العين ذهب بى إلى بعيد و كأنى فى صحراء قاحلة شديدة الظلام لا أرى من
معالمها شئ و لا أتمكن من تحديد أى اتجاه.وقفت وحدى بين تلك الرمال...و الرياح تلقى بى من مكان إلى آخر....
يا ربى...ما هذا المكان ؟! إنى لا أكاد أن أرى يدى من شدة الظلام .
يا الله... أتلك هى الصحراء التى كنت أحلم بزيارتها ؟!
ليتنى ما حلمت و تمنيت...أيقنت أنى ذهبت إليها بلا رجعة ....
لكن...ما الذى أتى بى إلى هنا....و كيف ؟!
لا...ليس هذا المهم...المهم حقاً...كيف سأعود ؟!
إنها تبدو و كأنها ليست لها بداية و لا نهاية...جلست على الرمال حائرة و قد حلَّ بى اليأس ......
نظرت إلى السماء....يا رب ساعدنى فى الخروج من ذلك المكان الموحش...يا رب لا أجد الآن أحد سواك
ألجأ إليه و استغيثه....أملى فيكَ يا ربِ كبير....
ألم تقل فى كتابك (( إنى قريبٌ أُجيبُ دعوةَ الداعِ إذا دعانِ )) .... فها أنا أدعوك فى جوف الليل و أتوسلُ
إليك، و ها أنا أناديك بدعاء سيدنا يونس و هو فى بطن الحوت:
" لا إله إلا أنت سبحانك إنى كُنتُ مِنَ الظالمين"وجهت أنظارى إلى السماء تارة أخرى ..... فإذا بالقمر يشتد ضياءً و إذا بالنجوم تبدأ بتكوين الجهات الأصلية،
وبجانب كل جهة بداية حرفها بشكل غير واضح تماماً، أما السحب فهى بدأت بتغطية تلك الجهات الغير
واضحة الإتجاهات .....
فسرت فى اتجاه الشمال حتى بدأت معالم مدينتنا بالظهور، فحمدت الله وأيقنت أنه لا يخذل عبادة و أنه
بالفعل قريب منّا يسمعنا و يجيب دعائنا ....
كانت بالفعل مغامرة مثيرة و من أخطر التجارب التى مرت بحياتى ....
و بعد عودتى إلى منزلنا ذهبت مسرعة إلى غرفتى و أوراقى المبعثرة على مكتبى، و قمت بتسجيل ذلك
الحدث ليكون صديقاً لباقى أوراقى المبعثرة، ثم بدأت بتجميع أوراقى و وضعتها فى مكان آمن لا يعلمه أحد سواى ،،
و فى يوم جلست فيه وحيدة.....
و بينما أتأمل مشهد غروب الشمس.....
رجعت إلى الماضى قليلاً بالذكريات الجميلة...
تذكرت النجوم و القمر .. و شيئاً فشيئاً بدأت بتذكر الحدث بأكمله ...
و بينما تتلألأ صور الأحداث فى مخيلتى أثار شيئاً ما دهشتى ...!
فكأنى أحس أن ذلك الحدث يعبر لى عن واقع فى حياتى، فربما كانت تلك النجوم تمثل من يقفون دائماً بجانبى
فى شدتى، و ربما كان ذلك القمر يمثل مدرستى التى دخلتها يوماً و بدأت تعلمنى كيف أتعامل مع الحياة و أتصرف
بعقل و حكمة فى المشاكل الصعبة التى تواجهنا، أما تلك السحب فهل تمثل أعدائى الحاقدين، فهم كالشياطين
يحاولون جاهدين أن يضلوك عن الطريق السليم. تمــت بحمــد اللــه
5/6/2007 دى أول تجربة ليا أكتب فيها بالأسلوب الخيالى ...
محتاجة أرائكم .. أكمل كتابة ؟!
و ايه العيوب اللى موجودة هنا عشان أصلحها فى القصة الجاية بإذن الله .